حوار مع د. مهند الشيخ، الرئيس التنفيذي لشركة جونسون كنترولز العربية
في البداية نود تعريفاً موجزاً عن شركة جونسون كنترولز العربية والخدمات التي تقدمها؟
جونسون كونترولز العربية هي شركة رائدة في المنتجات والحلول المتكاملة التي تشمل معدات التدفئة والتهوئة وتكييف الهواء وأنظمة الحريق والأمن وأنظمة إدارة المباني والتحكم. وقد تأسست الشركة عام 1991 في المملكة العربية السعودية، لتتوسع بعد ذلك في خمسة بلاد عربية منهم مصر ولبنان واليمن والبحرين مع قوة عاملة تتجاوز 2500 موظف.
وتتميز شركة جونسون كنترولز العربية، بموقع ومكانة استراتيجية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية لخدمة عملائها وصناعاتها المتنوعة، من خلال مكتبها الإقليمي والفروع وشبكة قوية راسخة من التجار والموزعين. وتساهم الشركة في تعزيز الجهود المبذولة لتطوير وزيادة المحتوى المحلي في القطاعات غير النفطية من خلال اعتماد المعايير والممارسات الدولية.
تمتلك جونسون كنترولز العربية مجمع يورك الصناعي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وهو يعد الأكبر ليورك في الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، كما يتميز بكونِه المنشأة الوحيدة من بين 50 مصنعاً لجونسون كنترولز العالمية الذي يتضمن مركزاً مخصصاً للبحوث والتطوير وأربعة معامل اختبار معتمدة عالميًا.
وقد ساهم حصول الشركة على ترخيص برنامج المقرات الإقليمية في زيادة التصدير للدول بالمنطقة ونقل التكنولوجيا والمعرفة التي تساهم في تعزيز الخبرة المحلية، كون المملكة أصبحت مقراً تكنولوجياً للدول المجاورة في المنطقة. وفي العام 2000 بدأت الشركة أعمالها في المملكة وتوفر منتجات عدة علامات تجارية مثل “يورك” و”هيتاشي” و”تايكو” وذلك من خلال الشراكة الاستراتيجية مع شركة “جونسون كنترولز العالمية”.
كم تبلغ حصة السوق السعودي من قطاع التكييف من الحصة الكاملة للسوق الخليجي؟
في السنوات الأخيرة، قامت المملكة بتنويع اقتصادها والاستثمار في قطاعات صناعية غير نفطية عديدة لتحقيق رؤيتها الطموحة لعام 2030. وتعد صناعة التكييف واحدة من أهم القطاعات الصناعية وأكثرها نموًا في المملكة، حيث تعتبر المملكة من أكبر الدول المنتجة والمستهلكة لمنتجات التكييف في الشرق الأوسط بحجم مبيعات بين 13 و15 مليار ريال سنوياً، فيما وصل الحجم العالمي للقطاع إلى 100 مليار دولار سنوياً. إذ تساهم الظروف المناخية في المملكة في زيادة الاستهلاك المحلي ونمو حجم السوق فضلاً عن السياسات الاستراتيجية الهادفة لتعزيز المحتوى المحلي.
وشهد حجم الاستثمارات في أجهزة التكييف في المملكة زيادة ما بين 20 و30% في عام 2022 ويتوقع أن تحقق نسبة زيادة مساوية في العام الجاري. وفي جونسون كنترولز العربية نعمل دومًا على تعزيز المحتوى المحلي ودعم الاقتصاد الصناعي غير النفطي للمملكة من خلال المساهمة في برنامج “صنع في السعودية”، حيث تتعاون الشركة مع موردين وتجار محليين لإنتاج وتوريد وتصدير منتجات رائدة محلية الصنع لأكثر من 25 دولة من خلال أكبر مصنع لجونسون كنترولز بالمنطقة، مما يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة عديدة للمواهب المحلية ويدفع عجلة الاقتصاد المحلي، ليحقق التناغم بين الأهداف المحلية والعالمية.
ما هي استراتيجيتكم للتوسع في السوق السعودي وأسواق المنطقة؟
نحرص دائماً على تزويد السوق السعودية والأسواق المجاورة بأفضل الحلول العصرية والمتطورة لنواكب النهضة الصناعية والاقتصادية القائمة والمدفوعة بالأهداف الاستراتيجية التي حددتها رؤية 2030، إلى جانب تعزيز محفظة الحلول عالمية المستوى وزيادة خطوط الإنتاج لتواكب متطلبات القطاع متسارع النمو. ويتم حالياً تصدير 30% من إنتاج مجمع يورك الصناعي السنوي إلى 25 دولة ضمن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وتواصل الشركة في جهودها لزيادة الصادرات بنسبة 50 إلى 70% في السنوات المقبلة.
ومع الهوية الجديدة للشركة “جونسون كنترولز العربية”، لدينا نطاق أعمال ممتد في 5 بلاد عربية منهم مصر، ولبنان، والبحرين، واليمن، مع خطط طموحة لتعزيز العمليات في تلك البلدان والتوسع والاستثمار في بلاد جديدة في المنطقة. إذ تعمل الشركة وفق استراتيجية واعدة لتدعيم نطاق أعمالها ووصول حلولها المبكترة والرائدة لعدد أكبر من المستفيدين، وذلك لمساعدة قطاعات أكثر في تحقيق الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية لعملياتهم.
ما هي أبرز المشاريع الخاصة بشركة جونسون كنترولز العربية في المملكة؟
تستحوذ الشركة على حصة كبيرة من قطاع التكييف في المملكة، ولدينا عملاء من مختلف القطاعات كالوجهات الدينية والمطارات والمستشفيات والفنادق والمدن الاقتصادية. وعلى مر 70 عاماً، لعبت جونسون كونترولز العربية دورًا بارزًا في دعم مسيرة التطور والنمو في المملكة. تبلور ذلك من خلال العديد من الشراكات والمشاريع الاستراتيجية والحيوية مع القطاعين العام والخاص، والتي كان لها أثرًا كبيرًا في دعم الجهود الحكومية وغير الحكومية والمساهمة في تحقيق أهدافنا الطموحة والمتنوعة.
ويعود أول مشاريعنا في المملكة إلى العام 1955، حيث قمنا بتجهيز فندق قصر الكندرة بجدة، بمكيفات يورك. ومنذ ذلك الحين، وخلال ما يقارب 70 عاماً مضى، كان لنا إسهامات مميزة ومباشرة من خلال العديد من المشاريع الرئيسية والحيوية والتي تشمل مجالات السياحة الدينية في مكة والمدينة والمنشآت السكنية والصناعية والفنادق والمستشفيات.
ومنها على سبيل المثال تبريد مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومحطة قطار الحرمين، بإجمالي قوة تبريد تبلغ 135,000 طن، أي ما يعادل استهلاك 13,500 شقة سكنية؛ وتبريد الحرم والمشاعر المقدسة بأكبر مكيفات في العالم بإجمالي قوة تبريد تبلغ 154،000 طن، أي ما يعادل استهلاك 20,000 شقة سكنية، إلى جانب تبريد 700,000 لتر ماء زمزم يومياً، وتبريد برج الساعة بسعة 48,000 طن، أي ما يعادل استهلاك 4,800 شقة سكنية.
وتحرص الشركة على مواكبة سباق التطور والنمو السريع الذي نشهده في زيادة المحتوى المحلي، بالإضافة إلى المساهمة الفاعلة في البرامج الوطنية الاستراتيجية المهمة التي تندرج في إطار رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى توطين الصناعات وزيادة قيمة الصادرات الصناعية وعدد المصانع.
يمثل الترشيد اليوم توجهًا كبيرا لقطاع الطاقة بشكل عام لأهميته في الحفظ على البيئة، ما هي أحدث الحلول الذكية التي تقدمها شركتكم في هذا الصدد؟
تكتسب خدمات كفاءة الطاقة ESCO أهمية كبيرة على المستوى الوطني وتعد من الأولويات بالنسبة للمملكة ضمن إطار الجهود المبذولة لتحقيق أهداف رؤية 2030، فضلًا عن الأهداف المتعلقة بتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060. وتعتبر خدمات كفاءة الطاقة منصة تُتيح للعملاء توفير استهلاكهم من الطاقة، بما في ذلك الكهرباء والوقود داخل المنشآت، عبر الاستفادة من مجموعة من التقنيات المتخصصة، وتوفير ضمانات للحصول على النتائج المطلوبة خلال فترة زمنية محددة.
تستند جونسون كنترولز العربية في توفير خدمات كفاءة الطاقة على خبراتها الطويلة في توفير عقود الصيانة الشاملة والصيانة الوقائية والتشغيل. وانطلاقاً من التزامها بالأهداف الوطنية للمملكة في مجال الاستدامة وتخفيض انبعاثات الكربون، عملت الشركة على توفير خدمة كفاءة الطاقة لمشاريع القطاع العام وحصلت على أعلى تصنيف بدرجة “أ” من الجهات الحكومية المختصة، فضلاً عن كونها أول شركة على مستوى المملكة تقدم خدمات كفاءة الطاقة لشركات القطاع الخاص انطلاقاً من امتلاكها الدراية والخبرة المهنية، إلى جانب حجم الأعمال وإمكاناتها المالية.
وتضمن هذه الخدمة تخفيض تكاليف استهلاك الطاقة عبر استبدال الحلول الحالية في منشآت القطاع الخاص بحلول أكثر حداثة وتطوراً يتم انتاجها في مجمع يورك الصناعي. ونجحت شركة جونسون كنترولز العربية في تحقيق الريادة في هذه الخدمة على مستوى القطاعين العام والخاص من خلال العديد من المشاريع الضخمة والحيوية ضمن مجموعة متنوعة من المجالات.
وما هي رؤيتكم المستقبلية لقطاع التبريد والتكييف؟
تجمع شركة جونسون كنترولز العربية بين معرفتها العالمية وخبرتها وتفانيها في دعم مسيرة المملكة العربية السعودية، فيما يتعلق بتحقيق أهداف الاستدامة والتحكم في تبعات التغيير المناخي من خلال تمكين المباني وجعلها أكثر ذكاء وصحة واستدامة. ونتطلع للحفاظ على موقعنا الريادي، ومواصلة المساهمة في تطوير القطاع الصناعي لتحقيق الأهداف الوطنية الاستراتيجية الطموحة عبر توفير أفضل الحلول المبتكرة والقائمة على أحدث حلول التكنولوجيا، ما يمكننا من دعم مختلف القطاعات المحلية بأفضل السبل المتاحة عالميًا.
برأيكم ما هي الوسائل والطرق الفعالة للحد من استهلاك مواد الطاقة؟
تعتبر خدمات كفاءة الطاقة ESCO إحدى أبرز الحلول المتاحة للحد من استهلاك الطاقة ويتم توفيرها من خلال تنظيم زيارة ميدانية إلى المنشآت والمرافق الخاصة بالعميل، بهدف تقييم أنظمة التدفئة والتهوئة وتكييف الهواء الحالية. يلي ذلك وضع خطة لإجراء التحديثات المطلوبة وضمان نسبة التوفير في فاتورة الطاقة. وعقب إتمام الإجراءات المتبعة، يبدأ العميل بالاستفادة من انخفاض فاتورة استهلاك الطاقة، حتى تصبح الرسوم الخاصة بموفر الخدمة مغطاة من خلال خصم نسبة من قيمة ما تم توفيره من فاتورة الطاقة لمدة معينة.
كيف يمكن لكفاءة الطاقة أن تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على البيئة؟
تلبي خدمة كفاءة الطاقة احتياجات وتطلعات الشركات في مجالي خفض التكاليف وتعزيز الكفاءة والاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية. من ناحية التكاليف، تضمن جونسون كنترولز العربية تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى أكثر من 35% عبر استبدال الحلول الحالية في منشآت القطاع الخاص بحلول أكثر حداثة وتطوراً من حيث الأداء وكفاءة استخدام الطاقة، بما يضمن عوائد مرتفعة على الاستثمار، ويحقق أهداف الشركات. أما من ناحية الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات، فإن خدمات كفاءة الطاقة تساهم في توفير بيئة عمل خضراء وأماكن عمل صديقة للبيئة، وذلك في إطار جهودها للإلتزام ببرامج المسؤولية الإجتماعية للشركات.
ما هو حجم مساهمة كفاءة الطاقة في خفض التكاليف؟
خلال السنوات الأربعة الماضية، حققت خدمات كفاءة الطاقة من جونسون كنترولز العربية في المملكة، نتائج إيجابية لافتة تمثلت في توفير 263 غيغاواط في الساعة من الطاقة الكهربائية سنوياً، وهو ما يعادل 423,740 برميل من النفط سنوياً. ووفرت هذه النتائج انخفاضاً في انبعاثات الكربون بلغت قيمته 145,443 طن متري سنوياً، أي ما يعادل فعالية 3,026,319 من الأشجار المغروسة سنوياً.
تحظى برامج التوطين بإهتمام كبير من قبل شركتكم، ما هي الجوانب التي تركزون عليها. وهل تشمل الجوانب الفنية؟
يُشكل برنامج توطين بالنسبة للشركات والمؤسسات والمنشآت، عاملاً مساعداً لتحقيق الاستدامة، انطلاقاً من تركيزه على الكوادر الوطنية، واستثماره في المواهب المميزة من أبناء الوطن، ما يساهم في استمرارية هذه الشركات والمنشآت على المدى الطويل ونموها وتطورها.
وتواصل جونسون كنترولز العربية جهودها لتحقيق التقدم والتطور، حيث عملت من خلال برنامج توطين على تفعيل البرامج التدريبية التي تساعد على تحسين إنتاجية وكفاءة الموظف السعودي وتعزيز تطور مساره المهني وتوفير البيئة المناسبة والمحفزة للعمل والإبداع والإنتاج وبناء الكفاءات.
وساهم برنامج جونسون كنترولز العربية لتطوير وتوطين الكفاءات للمواطنين، في تجهيز وإعداد كوادر قيادية من الشباب السعودي وتدريب وورفع كفاءة جميع الفنيين السعوديين. وأثمر البرنامج عن توفير فرص تدريب ومشاركة وتواصل مع نخبة من أفضل المهندسين والمدربين في القيادة. هذا إلى جانب برامج تدريب فني وبرامج تبادل خارجية بهدف الإطلاع على تجارب وثقافات مختلفة. كما يؤّمن البرنامج وسائل تقييم الأداء واختبارات دورية لتحديد مستويات التقدم وتقدير المتميزين ومنح شهادات معتمدة ودورات بناء الشخصية واللغة والكمبيوتر.
كما يحرص برنامج التوطين للشركة، على إطلاق المسابقات وتكريم الفائزين بالتنسيق مع الإدارة العليا للشركة. وأثمرت جهود البرنامج منذ انطلاقته على تدريب 190 فني سعودي محترف، وتنظيم 14 محاضرة و900 ساعة تدريبية خلال العام، ونجح في تحديد واختيار 51 من الكفاءات المشاركة إلى جانب إقامة 13 دورة فنية مختلفة.
ما مدى مساهمة جونسون كنترولز العربية في تمكين الكفاءات السعودية وتطوير قدراتها وكفاءاتها؟
انطلاقاً من حرصها على المساهمة في تحقيق الأهداف الرئيسية لرؤية المملكة 2030، لا سيما في مجال التوطين ودعم الكفاءات المحلية، قامت جونسون كنترولز العربية بتوظيف 400 سعودي خلال عامي 2021 و 2022 وتتطلع إلى توطين 50% من الفنيين في منشآتها بحلول 2030. وتضع الشركة الاستدامة على رأس أولوياتها في كافة مجالات عملها وتعتبر أن التزامها ببرنامج التوطين يساهم في تمكين واستدامة علاقتها بالموظفين، كما تعزز معايير استقرار الشركة ونمو أعمالها على كافة الصعد على نطاقٍ واسع.